حادثة جرت منذ سنوات..

شخصان تشاجرا في سوقٍ من أسواق دمشق..

أحدُهُما معه سلاح، فأطلق رصاصة فأخطأت خصمه..

وهناك من سمع الشِّجار، فمدّ رأسه من دكانه..

فجاءت الرصاصة في عُنُقه، وقريباً من عموده الفقري.. فشُلّ فوراً!!!
..

فاستوقف الشيخَ راتب النابلسي رجلٌ يعرف المُصاب من السوق..

فقال له: يا أستاذ.. أنت تحدثنا عن عدالة الله عز وجل..

فماذا صنع هذا الرجل؟؟؟

إنه رجلٌ تاجرٌ فتح دكانه ليسترزق ويسعى على عياله!!

وهو رجلٌ يبيع الأقمشة، ولا ذَنْب له..

سمع شجاراً، فمدَّ رأسه..

فأصابته رصاصةً طائشة في عُنُقِه، فَشُلّ الرجل!!!

فأين عدالة الله؟!!!
..

فقال الشّيخُ النابلسي: والله انا أعرف أن الله عادل..

أنت أطلعتني على فصلٍ من فُصُول حياة هذا الإنسان..

ولعلَّ له فُصولاً لا نعرفها أنا ولا أنت!!

وأنا أُسلم بعدالة الله الحق..
..
..

وسبحان الله...

بعد عشرين يوماً، التقى الشيخ النابلسي بصديقٍ له في حي الميدان..

فقال له: ياشيخ.. لقد جرت عندنا حادثةٌ غريبة..

لنا جارٌ كان وَصِيّاً على أموال أولاد أخيه الأيتام..

وبقي لهم معه عشرون ألفاً (ثمن بيتٍ في ذاك الزمن)..

فرفض أن يُعطيهم المبلغ..

فشكوه إلى الشيخ "#حسين_خطّاب" (أحد علماء الميدان)..

فاستدعاه، واستدعى أولاد أخيه، فأصر على عدم الدفع!!!

فقال الشيخ: يا بٓنيّ هذا عمكم.. فإيّاكم أن تشكوه للقضاء..

هذه الشكوى لا تليق بكم..

ولكن اشْكُوه إلى الله، رب الأرض والسماء..
..

هذه الواقعة تَمّت في الساعة الثامنة مساءً..

وفي اليوم التالي في الثامنة صباحاً

مَدّ الرجل رأسه من الدكان، فأصابته رصاصةٌ، فشُلّ الرجل!!!
..
..
..

يقول الشيخ راتب النابلسي حفظه الله:

لا يوجدُ في الدُّنيا شيءٌ اسمُهُ "رصاصة طائشة"، أو "أمر طائش"..

وإنما كُلُّهُ بحكمةٍ من الله وعدل..

فَهمَهُ من فهم، وجهلهُ من جهل..
..
..

ولنا فيما يحصُلُ في أحيائنا وحياتنا

من قذائف وانفجاراتٍ وحوادث

حكمةً بالغةً من ربٍّ حكيمٍ عادل، لا يُظلمُ عنده أحد مثقال ذرة..

إن خيراً فخير، وإن شراً فشر..
..

قال تعالى:

(فمن يعمل مثقالَ ذرةٍ خيراً.. يَرَهْ

ومن يعمل مثقالَ ذرةٍ شرّاً.. يَرَهْ)..

إذا غفلنا عن عدالة الأرض، فلا نغفُلُ عن عدالة رب السماء والأرض..

أعجبني