يحكي أن في يوم من الايام بينما كان جحا سائراً بمفردة في أحد شوارع المدينة، قابله مجموعة من الشباب وسألوه : إلي أين أنت ذاهب يا جحا ؟ فأجابهم جحا : إني ذاهب إلي القرية، قالوا له في رثاء ساخر : يا مسكين إنك لن تستطيع الذهاب إلي أى مكان لأنك مت، ويجب أن نقوم بتجهيزك الآن، اضطر جحا امام اصرارهم وجدتهم إلي السير معهم إلي المسجد في اضطراب وهو يقول : أخشي أنكم قد قصدتم المزاح بكلامهم هذا، ولكنهم أكدوا له صدق ادعائهم .

استمر جحا في طريقه مع الشباب صامتاً، وعندما وصلوا إلي المسجد جرده الشباب من ملابسه وهموا بتغسيله، وفي هذا الوقت مر صديق لجحا فاستوقفوه وقالوا له أن جحا مات ويجب عليه أن يحضر جنازة صديقه اولاً، حاول أن يجادلهم الرجل متحججا أنه ذاهب إلي مكان لأمر هام جداً لا يمكنه تأجيله، ولكنهم ألحوا عليه الحاحا شديداً حتي يظل معهم ويحضر الجنازة .

وهنا رفع جحا رأسه وهو علي المغتسل قائلاً : لا فائدة من الجدل يا صديقي، فأنا ايضاً كان لي شغل هام جداً، ولكن دنا أجلي فكان لا مفر لي من الذهاب إلي القبر .